أركان الإيمان بالأسماء الحسنى :
1) الإيمان بالاسم .
2)
الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى .
3)
الإيمان بما يتعلق به من الآثار .
فنؤمن بأنَّ الله رحيم ذو رحمة وسعت كل شيء ،
ويرحم عباده ، قدير ذو قدرة ، ويقدر على كل شيء ، غفور ذو مغفرة ويغفر
لعباده
للتذكير :
1) أسماء الله
تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به
الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص؛
لأن العقل لا يمكنه إدراك ما
يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى : { ولا تقْفُ ما ليس لك به علم ٌ إن السمع والبصر والفؤاد
كل أولئك كان عنه مسئولاً } [ الإسراء:36]
2) أسماء الله سبحانه و تعالى ليس من بينها اسم
تمحض للأخذ و العقاب و العذاب
بل فيها أسماء الرحمة و الود و اللطف,
وأسماء العلم و الإحاطة , وأسماء الخلق و الرزق و الأحياء و الإماتة و
التدبير , وأسماء العلو و العظمة و الجمال و الجلال و الكمال
يقول
ابن تيمية : " وليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن
الشر , إنما يذكر الشر في مفعولاته ,, كقوله تعالى : {
نبئ عبادي أني أنا الغفورُ الرحيم * و أن عذابي هوَ العذابُ الأليم }
..
و قوله تعالى : { إن ربّكَ لسريعُ العقابِ و
إنهُ لغفورٌ رحيم }
و ليس في أسمائه الحسنى إلا اسم يمدح به و
لذلك كانت كلها حسنى "
وقال ابن القيم : " إن النعيم و الثواب من مقتضى رحمته و مغفرته و برِّه و
كرمه؛ ولذلك يضيف ذلك إلى نفسه,
و أما
العذاب و العقوبة فإنما هو من مخلوقاته ؛ و لذلك لا يسمي نفسه بالمعذِّب و
المعاقِب بل يفرق بينهما , فيجعل ذلك من أوصافه و هذا من مفعولاته "
3) من أسماء الله سبحانه و تعالى ما يختص به
سبحانه , فلا يجوز أن يُسمّى بها غيره وهي " الرحمن"
و "الله" { قل ادعوا
الله أو ادعوا الرحمن } [الإسراء : 110]
ولا
يتسمى بهذين الاسمين أحد من المخلوقين قط إلا قصم الله ظهره
كما فعل
بمسيلمة حينما تسمى باسم الرحمن فعاقبه الله بما حصل له من سوء السمعة
والكلام الذي جرى عليه في حياته و بعد مماته
أما بقية الاسماء كـ السميع و العليم و الخبير و العلي
فيجوز أن يوصف الانسان بها و يتسمى بها و لكن بين الوصفين من الفرق كما بين
الخالق و المخلوق.
4) من أسماء
الله عز و جل ما يجوز أن يذكر وحده منفردا , كالعزيز و السميع و العليم
الخبير و الحميد و الرحيم ... وما أشبه ذلك
ومن الأسماء مالا يذكر إلا
مع نظيره , مثل : القابض الباسط أو النافع الضار
وما أشبه ذلك من الأسماء التي تكون متقابلة
5) اتفق اغلب علماء المسلمين أن أسماء الله الحسنى
ليس لها عدد محدد ..
واستدلوا على ذلك بدعاء النبي صلى الله عليه و سلم :
" أسألك بكل اسم هو لك , سميت به نفسك أو أنزلته في
كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك "
وأما
في حديث الإحصاء حين قال صلى الله عليه وسلم
"
إن لله تسعة و تسعون اسما من أحصاها دخل الجنة " إنما يقصد بذلك أن
لله أسماء كثيرة لا تعد و لا تحصى و لكن من بين هذه الأسماء تسعة و تسعون
اسما لها خصائص معينة , و أحد هذه الخصائص هو أن من أحصاها دخل الجنة.
معنى
الإحصاء في قوله صلى الله عليه و سلم " من أحصاها دخل الجنة " :
1- معرفة هذه الأسماء و حفظها بحيث يستطيع الانسان
إن يعدها عدا
2- معرفة معانيها
3- استحضار معاني هذه الاسماء و خير دواء للقلوب
هو استحضار عظمة علام الغيوب
4- الالحاح
بالدعاء لله عز و جل بهذه الأسماء
و الدعاء
يشتمل على معنيين :
* دعاء المسألة :
كأن ندعو الله و نرجوه في أمور الدنيا مما نحب و نرجو أو نخاف و نكره
* دعاء العبادة : وهو التعبد لله تعالى بهذه
الأسماء باستحضار معانيها و تأملها و تدبرها
كما قال ابن القيم : " إن الله عالم يحب العلماء , جميل يحب الجمال , رحيم يحب
الراحمين , محسن يحب المحسنين .... "
فاذا اقتبس الانسان من نور
هذه الأسماء الحسنى و تعلم منها و تربى عليها و أطاقها فإنه يكون بذلك قد
أحصاها